لامس فرح عامر ودفء وافر قلوب الحضور الذي شارك في الحفل الافتتاحي للموسم الميلادي المسيحي وطقوسه الخاصة يوم السبت المنصرم في كنيسة القديس ماكسيم في مدينة لافال شمال مدينة مونتريال. هذا وتكّر سبحة الأمسيات الميلادية تباعا في الكنائس المشرقية في مدينة مونتريال استعدادا للدخول في الزمن الطقسي الميلادي والاحتفال بذكرى مولد السيد المسيح في 25 كانون الأول/ديسمبر المقبل. في كنيسة القديس ماكسيم اللاتينية وبحضور عدد كبير من أبناء الجالية اللبنانية في مونتريال يتقدمهم قنصل لبنان العام في كندا أنطوان عيد والنائب في البرلمان الكندي فيصل الخوري أحيت الصبية كريستا-ماريا أبو عقل بقيادة المرّنم ديفيد سلطاوي أمسية ميلادية في أجواء عابقة بخورا وحبورا بأصوات المنشدين من الأطفال بغالبيتهم. ولعل لبنان كان في قلب هذه الأمسية، غنّته الأصوات وأهدت شعبه أغنيات المحبة والسلام وأمل الجميع في أن يصيب بلدهم الأم لبنان بعض من فرح الميلاد وأجوائه التي يعيشونها في وطنهم الثاني كندا. جمال الخَلق والخُلق صنوان عند المرّنمة الشابة كريستا-ماريا أبو عقل/حقوق الصورة: ستديو حلّوم كريستا-ماريا أبو عقل تبلغ كريستا-ماريا أبو عقل 17 عاما وقد مرّ نحو عام على وصولها إلى مونتريال مع عائلتها وهي التحقت بمعهد Vincent d’Indy للموسيقى العريق في المدينة لتلقي علوم موسيقى الجاز. تمنحني موسيقى الجاز الحرية المطلقة وهي أقرب موسيقى إلى روحي وأفضل من يعبر عن الوجدان والاختلاجات التي تتمخض في أحشائي وفكري، هي في جذور كل الشعوب وأنا سعيدة بتعرفي إلى الجاز ومحاكاة تياراته وإيحاءاته بفضل اساتذتي الكنديين. هكذا سردت لي ابنة السبعة عشر ربيعا مشوار حياتها الفتي واكتشاف موهبتها وهي في سن الثامنة ليلعب والداها دورا كبيرا في تهذيب صوتها وصقله وتوجيه ابنتهما للتعمق في الدراسات الموسيقية وتشجيعها على الأداء المحترف والمتمكن. https://www.youtube.com/watch?v=0NjIMDfVHRk عمق الصوت يوازيه عمق في المعرفة والفهم والإدراك عند هذه الشابة الموهوبة وهي تقول عن جمال صوتها: جمال الصوت هبة من عند الله فحسب وليس لدي أي فضل في ذلك فلِما الغرور؟ أما عن امنيتها فهي مقسومة شقين واحدة لها وأخرى "للبنانها". على الصعيد الشخصي تتمنى كريستا ماريا أن تكتب موسيقى تستسيغها شعوب الأرض قاطبة. أما على صعيد لبنان الذي يشدّها حنين دائم إليه فأمنيتها له أن ينعم بالسلام والأمن والاستقرار وأن يعتمر الفرح والدفء من جديد قلوب أهله. المرّنم الشاب ديفيد سلطاوي /حقوق الصورة: ستديو حلّوم ديفيد سلطاوي لا علاقة لعائلته لا من قريب ولا من بعيد بـ "السلطاوية" أو "السلطنة" في الصوت والأداء قال ضيفي الشاب ضاحكا عندما سألته عن أصول سلالته. وتعّهد لي ضيفي بأنه سيحاول أن يورث أولاده الفن وأصول الطرب الأصيل والسلطنة فقد تعود سلالته تستحق لقبها! حضور ديفيد سلطاوي في الأمسية الميلادية كان بهيا متألقا وقد لعب دوره كقائد للجوقة والفرقة الموسيقية بامتياز ليؤمن بين الفينة والأخرى الثنائية الغنائية أيضا مع كريستا ماريا على المسرح. الصدفة وضعت الموهبة الواعدة كريستا ماريا في طريقه في لبنان لتعود وتلتقي طريقهما في مونتريال من جديد وينظّمان معا لحفلات الترانيم الميلادية في المدينة الكوسموبوليتية. لم يمض بعد 3 سنوات على وجوده في كندا ولكنه حصد ...