وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيالرحلة إلى الجنةعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: أخذ رسول الله ﷺ بمَنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيل»، إيّاك.. أن تتخذ الدنيا وطناً ومستقراً، فتطمئن فيها، بل كن فيها على جناح الاستعداد، تهيئ متاعك للرحيل! للرحيل إلى الجنة! فمكوثك في الأرض، إنّما هو كمكوث المسافر، العابرِ للسبيل، فحياتك في الدّينا ما هي إلا الرّحلة الأولى من إجمالي أربع رحلات إجباريّة، ضمن شريط حياتك الكاملة! فرحلتك الأولى: هي حياة الدنيا: ومدّتها على أحسن تقدير، ما بين الستينَ والسبعينَ عامًا، هي متوسط أعمار بني آدم، إن لم يكن أقل من ذلك، أما الرحلة الثانية: حياة البرزخ، وهي حياتك في قبرك، ويستغرق مكوثك في هذه الحفرة مئاتِ السنين، أقل أو أكثر، عِلمُ ذلك عند ربي، والرحلة الثالثة: حياة المحشر: وهي من القبر إلى ساحة الحشر، ويستغرق العرض في ساحة الحشر يوم القيامة خمسين ألف سنة! أما الرحلة الأخيرة: حياة الخلود: وهي من ساحة الحشر الى الدار الأبدية في الجنة أو النار! فيا أيّها المشتاق للجنّة.. رحلتك الدنيوية كما ترى، هي أقصر الرحلات على الإطلاق، لكنها "الرحلةُ المحوريّة" التي تحدّد مصيرك، إمّا الشقاوة أو السعادة، التي تنتظرك في باقي الرحلات! وكان النبي ﷺ يَربط صحابته بدار البقاء، فيقوم على المنبر ويقول: {من يجهّز جيش تبوك وله الجنة؟} ليس عند الرسول e إلا الجنة! ليس عنده كنوز ولا قصور، ليوزّعها على الناس، عنده الجنة! فقام عثمان بن عفّان t وجهّز جيش تبوك، فقال: "اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض، ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم"!/ أيها المشتاق إلى الجنة.. إن تفكّرت في نفسِك، وجدتَ نفسَك مخلوقًا خالدًا! فلا فناء لأي بشر على وجه الأرض، إنما هو الانتقال والسفر، من محطةٍ إلى محطة! وهو ما عبَّر عنه بلال بن سعد، حيث قال: "يا أهل الخلود، ويا أهل البقاء: إنكم لم تُخلقوا للفناء، وإنما خُلقتم للخلود والأبد، ولكنكم تُنقَلون من دار إلى دار"! فما أبلغ هذه الكلمات.. جعلني الله وإياك من أهل الجنة الخالدين فيها.. وهنا سؤال يأتي على الخاطر: متى يمكنك التنعّم بالجنة؟ متى يمكنك مشاهدةُ أولِ لقطةٍ من الجنة! هل تعلم أنّ أولَ مرةٍ تلوح لك الجنة، وأنت بعدُ في الدنيا! عندما تكون على مشارف مغادرة رحلتك الأولى! حين تُقبض روحك! مصداقُ قول النبي ﷺ في حديث البراء: "إنَّ العبدَ المؤمنَ إذا كان في إنقطاعٍ من الدنيا وإقبالٍ من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه، معهم كفنٌ من أكفان الجنة، وحنوطٌ من حنوط الجنة"، فأول ما يرى العبد من الجنة ثلاثة أشياء: الملائكة والأكفان والحنوط، لتبدأ نار الشوق تشتعل في قلبه، وتظل متّقدة لا تبرد إلا بحلاوة اللقاء! وبعد موتِ المؤمن، يأتيه نعيم الجنة إلى قبره.. فينادي منادٍ من السماء: "أن افرشوا لعبدي من الجنّة، والبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا من الجنة، فيأتيه من رَوحها وطيبها، ويُفسح له في قبره مدَّ بصره.. نسأل الله من فضله وكرمه وجوده ورحمته.. مرحبًا عشاق البودكاست!إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!https://admanager.fm/client/podcasts/eoaميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:جمهور كبير ومتفاعل: لدينا جمهور كبير من المستمعين الذين يهتمون بالمحتوى الذي ...