الملحن المصري الكبير الموسيقار “رياض السنباطي” هو واحد من الموسيقيين المبدعين، فهو قامة فنية كبيرة تنتمي إلى جيل العمالقة، وهو أحد أبرز أسماء الموسيقى العربية عامة والمصرية تحديدًا، وقد ارتبط بعلاقة صداقة خاصة جدًا مع كوكب الشرق أم كلثوم، التي لحن لها عددًا كبيرًا من الأغنيات الهامة، وحصدا نجاحها معًا، وقد واستمرت هذه الصداقة قرابة 40 عامًا، إلا أن هنا كما عكر صفو هذه العلاقة لمدة 4 سنوات وتمر السنين، وفي عام 1936 كان أول أفلام أم كلثوم “وداد”، وغني في أحداث الفيلم المطرب عبده السروجي، حيث غنى من ألحان رياض السنباطي لحن “على بلد المحبوب وديني” صوت وصورة، من هنا أعجبت أم كلثوم باللحن، وطلبت من رياض السنباطي أن يسجله ويطبعه بصوت أم كلثوم على أسطوانات، وبالطبع نفذ رياض السنباطي طلب أم كلثوم من أول مرة، وهذا كان سبب الخلاف بين عبده السروجي والسنباطي طيلة حياتهم الفنية، ولم يتعاملا مع بعضهم البعض.
كما حدث خلاف بين أم كلثوم والسنباطي في عام 1962، عندما قدم رياض السنباطي لحن “يا ناسيني وأنا عمري ما أنسى حبك” للمطربة شهرزاد، وصاحبها بالعود على المسرح، مما أغضب أم كلثوم، واستمر الخلاف حوالي أربع سنوات، وقد عللت أم كلثوم غضبها من السنباطي بأنه لم يصاحب أم كلثوم بالعود على المسرح، ومع ذلك صاحب هذه المطربة الجديدة.
وبعد الصلح عاد التعاون بين أم كلثوم والسنباطي، وعرضت عليه قصيدة الأطلال، وبعد فترة عرض السنباطي على أم كلثوم اللحن لكنها اعترضت على الكوبليه الأخير”لا تقل شئنا فإن الحظ شاء”، وكان سبب اعتراضها أن الطبقة عالية وطلبت منه تعديلها فغضب السنباطي غضبًا شديدًا، ورمى العود، وخرج من عند أم كلثوم رافضًا التعديل، وصمم على أن تغنيها أم كلثوم بدون تعديل فوافقت لأنها تتعامل مع ألحانه من 40 عامًا.